أشعر بالنعاس، بهذه الرغبة الشديدة في نوم طويل.
أعرفني و أنا ناعسة جدا، و أعرف هذا النعاس الذي يعتريني إلى حد الحلم في اليقظة.
ها قد استيقظ الحزن في قلبي، و لهذا أسمع صوت المطر.
أعرفني حين أنزوي من فوق عتبة الخسائر إلى هذا الركن الساكن في صدري؛
حيث تغفو كل حواسي و يبقى حزني وحده اليقظ،
و ألجأ إلى النوم كما يلجأ الأطفال في الليالي الباردة إلى أحضان أمهاتهم،
أنام كثيرا .. لأعزي خسارتي بالحلم.
و لكني لا أستطيع أن أتجاهل حزني في النوم أكثر،
حزني يتضخم عله ينال مني يد وافرة بالرعاية. .
وقفت اليوم قبالة مرآتي و ابتسمت،
جذبت بعضا من خصلات شعري و قصصت غرة على جبيني؛
لأن الحزن يطل من عيني .. و ينتظر
الجمال طقس اعتكاف يليق بأحزاني؛
و لهذا كان علي اليوم أن أكون أجمل حتى أنخرط في خشوع كبير مع حزني.
أحب طريقتي هذه في التعامل مع مشاعري،
أحب هذه العلاقة المقدسة التي أعقدها بين قلبي و أشيائي.
أشتاق إلى جبران* حين أغط في حزني.
جبران، هذا الحبيب الغالي الذي كلما اشتقته، وجدته قريبا .. يسمعني و يهمس لي في كتاب.
كم أود لو ينبت هذا الحنين غصنا من كتفي، يمتد إلى السماء.
أنا أنتمي إلى السماء، و كلما انطفأ جفني أصغيت في أذني إلى تغريد الطيور و رفرفة الأجنحة على صدر السماء.
أنا الفقيرة من كل شيء؛ إلا هذا الإحساس الذي يشعرني بانتمائي. . إلى كل شيء.
بقدر غربتي، و بقدر ما ضللت في وحدتي الطريق عن صفوف البشر، أحببت الحياة و الناس.
لطالما كنت مختلفة ..
مختلفة إلى حد لا أشبه فيه أي أحد، و في الوقت عينه، مختلفة إلى الحد الذي أنتمي فيه إلى كل أحد.
*جبران: الكاتب و الفيلسوف اللبناني المعروف "جبران خليل جبران"
هناك تعليق واحد:
دخلت بغيبوبہ مع مفرداتك
ما اجملك ..
إرسال تعليق