الأربعاء، يناير 23، 2013

.


أشعر بالنعاس، بهذه الرغبة الشديدة في نوم طويل. 
أعرفني و أنا ناعسة جدا، و أعرف هذا النعاس الذي يعتريني إلى حد الحلم في اليقظة. 
ها قد استيقظ الحزن في قلبي، و لهذا أسمع صوت المطر. 
أعرفني حين أنزوي من فوق عتبة الخسائر إلى هذا الركن الساكن في صدري؛
حيث تغفو كل حواسي و يبقى حزني وحده اليقظ،
و ألجأ إلى النوم كما يلجأ الأطفال في الليالي الباردة إلى أحضان أمهاتهم،
أنام كثيرا .. لأعزي خسارتي بالحلم. 
و لكني لا أستطيع أن أتجاهل حزني في النوم أكثر، 
حزني يتضخم عله ينال مني يد وافرة بالرعاية. . 
وقفت اليوم قبالة مرآتي و ابتسمت، 
جذبت بعضا من خصلات شعري و قصصت غرة على جبيني؛
لأن الحزن يطل من عيني .. و ينتظر
الجمال طقس اعتكاف يليق بأحزاني؛
و لهذا كان علي اليوم أن أكون أجمل حتى أنخرط في خشوع كبير مع حزني. 
أحب طريقتي هذه في التعامل مع مشاعري، 
أحب هذه العلاقة المقدسة التي أعقدها بين قلبي و أشيائي. 
أشتاق إلى جبران* حين أغط في حزني. 
جبران، هذا الحبيب الغالي الذي كلما اشتقته، وجدته قريبا .. يسمعني و يهمس لي في كتاب. 
كم أود لو ينبت هذا الحنين غصنا من كتفي، يمتد إلى السماء. 
أنا أنتمي إلى السماء، و كلما انطفأ جفني أصغيت في أذني إلى تغريد الطيور و رفرفة الأجنحة على صدر السماء. 
أنا الفقيرة من كل شيء؛ إلا هذا الإحساس الذي يشعرني بانتمائي. . إلى كل شيء. 
بقدر غربتي، و بقدر ما ضللت في وحدتي الطريق عن صفوف البشر، أحببت الحياة و الناس. 
لطالما كنت مختلفة ..
مختلفة إلى حد لا أشبه فيه أي أحد، و في الوقت عينه، مختلفة إلى الحد الذي أنتمي فيه إلى كل أحد. 

*جبران: الكاتب و الفيلسوف اللبناني المعروف "جبران خليل جبران"

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

دخلت بغيبوبہ مع مفرداتك
ما اجملك ..