الأربعاء، نوفمبر 20، 2013

عن الجسد: ما بين الروح والفضيلة.

الحديث عن الجسد عميق جدا، ممتع ومغري، ومخيف أحيانا لما يحتمله من خبايا.
أول الأفكار التي عرقلت علاقة الإنسان بجسده هي ارتباط الجسد بالخطيئة، وربط الروح بالفضيلة، هذه الفكرة التي صنعت علاقة عدائية بين الروح والجسد، والتي جعلت الإنسان يهمل جسده أو يتوجس منه بدافع الفضيلة
والواقع أن الجسد شيء لا يمكن فصله عن الروح، لأنهما مكونان أساسيين لذاتك الإنسانية .. التناغم هو ما يفترض بالعلاقة بين الروح والجسد أن تكون عليه.
أن ترتقي بروحك فإنه ولابد أن ترتقي معها بجسدك، فجسدك صورة معلنة عن عمق هذه الروح.
حين نتحدث عن الجسد، يجب ألا يفوتنا أن الجسد ليس مجرد واقع طبيعي أو مادة حية، فالجسد يحتمل بعد آخر هو المفهوم الاجتماعي للجسد.
وهذا المفهوم يؤثر على علاقة الإنسان بجسده، ولهذا نجد أن العلاقة شائكة بين المرأة وجسدها بوجه خاص في العالم العربي، بسبب المفهوم العرفي الاجتماعي في تصنيف جسدها على أنه "عورة".
علاقة النساء بأجسادهن مهملة، وكلما دخلت في مجتمع أكثر تحفظ على أجساد النساء، وجدت العلاقة بينهما مهملة أكثر.
نحن كشعب عربي خاصة نفتقر إلى ثقافة الجسد، وفلسفته .. وعلاقتنا به سطحية، لا أبعاد للتصالح والتناغم فيها.

لتخلق علاقة حميمية بجسدك عليك أن تتجرد من التصورات الاجتماعية التي تنصب ضده، اكتشف جسدك، اقرأ عنه، افهمه، افهم رغباته لتحبه.
ستحترم جسدك حين تدرك عمق ما ينطوي عليه، حين تعترف بأنه مادة غير منفصلة عن كيانك.
علاقة الإنسان بجسده تظهر عبر تدليله لهذا الجسد، والعناية به، فالصحة الجسدية و النظافة الشخصية من أهم مقومات علاقة الإنسان بجسده.
أيضا من المهم أن تتصالح مع "شكل" جسدك، والطبيعة التي خلق عليها .. وألا تسمح لأحكام الناس القاصرة والظالمة بالسيطرة على نظرتك اتجاهه.
أحب جسدك ببساطة، شكلا ومضمونا.

ليست هناك تعليقات: